السيارات الكهربائية عبر التاريخ 1830-2023

منذ سنتين


يعتقد العديد من الناس أن السيارات الكهربائية عبارة عن تطوّر ورؤية جديدة في عالم السيارات، إلّا أن الأمر معاكس تمامًا؛ فتاريخ السيارات الكهربائية يمتد لأكثر من 150 عامًا على الأقل، حيث أن أول نموذج رسمي ومسجَّل صدر في عام 1828 على يد عالم الفيزياء أنيوس جيدليك وكان يعتمد على مجموعة من بطاريات الرصاص لتشغيل المحرِّك والأنظمة البسيطة آنذاك، وقد قام العديد من العلماء بتطوير هذا النموذج في في العقد الثالث من القرن الثامن عشر وبالتحديد بين عامي 1832 و1839 ومن المبهر أنهم قاموا بتصنيع سيارة تعمل على الخلايا وقابلة لإعادة الشحن من اختراع الأستاذ الهولندي سيبراندوس ستراتينغ من غرونيغن، وبمساعدة العالم كريستوفر بيكر من ألمانيا، وقد وصف العديد من المؤرّخين هذا النموذج "بالفعّال" من حيث النظافة والهدوء أثناء التشغيل والسلاسة في القيادة.


ورغم هذه الاعتباريات بتطور البطارية لتصبح قابلة لإعادة الشحن إلا أنها لم تكن بفكاءة عمليّة في ذلك الوقت بسبب عدم قدرتها على تخزين كمية كافية من الطاقة، حتى عام 1859 عندما انتشر الخبر السار باختراع بطارية الرصاص والحمض على يد الفيزيائي الفرنسي غاستون بلانتيه ومساعديه، مما أعاد الأمل بتصميم نموذج عملي أكثر فاعلية وكفاءة للسيارات الكهربائية، وأوّل من حقق هذا الأمل هو الأمريكي وليام موريسون حيث قام بتطوير أوّل سيارة كهربائية في الولايات المتحدة، وكان عبارة عن ناقلة صغيرة تستوعب 6 ركاب، وقادرة على بلوغ سرعة 23 كم/ساعة، وتبعه بعد أربعة أعوام فقط الأمريكي أ.ل.رايكر بابتكاره دراجة ثلاثية العجلات تعمل بنفس النظام الكهربائي، ولكن لم يتم الاقبال على هذه الابتكارات بسبب التطورالسريع للسيارات التي تعمل على نظام الاحتراق والوقود وتوافرها وانتشارها آنذاك.


ومازال التراجع على استخدام السيارات الكهربائية مستمرًا حتى منتصف القرن التاسع عشر، بسبب الترويج المستمر والكفاءة العالية والتطور السريع للسيارات ذات المحركات الاحتراقية الداخلية، ومع ذلك استمرت بعض الشركات بتطوير العديد من الأنظمة الكهربائية للسيارات وتصميم النماذج وتصنيع العديد من فئات السيارات الكهربائية، ومن أهمها شركة "بيجو" الفرنسية التي قامت بتصنيع نموذجها "بيجوت" في عام 1941 والتي تم استخدامها رسميًا أثناء الحرب العالمية الثانية كبديل لسيارات الاحتراق والوقود.


وانتقلت صناعة السيارات الكهربائية حتى منتصف القرن التاسع عشر، ومازالت بتطوّر دائم وتحت التجربة والاختبار حتى عام 1966 عندما أطلقت شركة جنرال موتورز سيارة "إلكتروفان" التي استُخدمت في المدن الكبرى والطرق السريعة، وتم تطويرها بنسحة جديدة كليًا في عام 1996 تحت مسمّى "EV1" وتم اعتبارها كأول سيارة كهربائية حديثة ومتكاملة الصنع، ولاقت رواجاً كبيرًا من قبل المستخدمين حول العالم كحل للطاقة النظيفة والمستدامة، ومؤشر صريح باتجاه مستقبل السيارات في العالم، مما فتح باب التصنيع والتطوير من قبل العديد من الشركات الأخرى، ومازال الإقبال متزايدًا حتى يومنا هذا، واليوم تشارك جميع الشركات الكبرى في المنافسة على تصميم النماذج وتصنيع فئات متنوعة للسيارات الكهربائية، وخصوصًا بعدما تم عقد اتفاقية عالمية للحد من انبعاثات الكربون وتأييد تطوير وانتشار البديل الأفضل للبيئة بتوفير العديد من الخيارات لسيارات الكهرباء وسيارات الطاقة المتجددة لكافة المتسخدمين حول العالم، بخطة متكاملة تصل لذروتها في حلول عام 2050.


برأيك كيف سيكون المستقبل باعتماد السيارات الكهربائية؟، وهل سيتم إيقاف تصنيع سيارات الاحتراق الداخلي بشكل كامل؟