تواجه شركة ميتسوبيشي تحديات كبيرة في السوق الصينية، حيث تشهد مبيعاتها تدهورًا ملحوظًا أمام منافسة قوية من الشركات المحلية الصينية. هذا التحدي يأتي في ظل ازدياد قوة العلامات التجارية الصينية في السوق المحلية، ويعزى جزءًا منه إلى سلسلة من الأزمات التي واجهتها الشركة اليابانية.
في هذا السياق، يظهر انخفاضًا كبيرًا في مبيعات ميتسوبيشي مقارنةً بالعام الماضي كواحدة من أبرز هذه الأزمات. على الرغم من أن الشركة لم تصرح رسميًا بشأن انسحابها من السوق الصينية، إلا أن تقارير من مجلة "نيكاي آسيا" الموثوقة تشير إلى أن ميتسوبيشي بدأت بالفعل المحادثات مع شركة GAC، الشريكة الصينية للعلامة اليابانية، بخصوص إمكانية انسحابها من المشروع المشترك بين العلامتين التجاريتين. ولم تقتصر الأزمة على ذلك، بل أعلنت ميتسوبيشي أيضًا عن تعليق مؤقت للإنتاج وتوجهت نحو خفض الوظائف في المستقبل القريب.
المبيعات المنخفضة تعد أحد الأسباب الرئيسية لاحتمال انسحاب ميتسوبيشي من السوق الصينية، إذ شهدت العلامة اليابانية تراجعًا بنسبة تصل إلى 60% في العام 2022 مقارنةً بالعام السابق. وهذا مع إطلاق سيارة كهربائية جديدة في نهاية عام 2021 وطرح طراز أوتلاندر هايبرد الجديد في عام 2022.
وليست ميتسوبيشي العلامة الوحيدة التي تواجه هذا التحدي، حيث انخفضت مبيعات السيارات اليابانية بشكل عام في السوق الصينية بنسبة 3% مقارنةً بالعام 2021، في حين شهدت السيارات المحلية الصينية زيادة في حصتها حيث تسيطر الآن على نسبة 51% من إجمالي مبيعات السيارات في السوق الصيني، والتي بلغت 23.56 مليون سيارة في عام 2022.
من المهم أن نلاحظ أن ميتسوبيشي ليست الشركة الوحيدة التي تأثرت بهذا الانخفاض في المبيعات. ففي الوقت الحالي، يواجه العديد من منتجي السيارات العالميين والصينيين صعوبة في مجاراة الزيادة الكبيرة في الطلب على السيارات الكهربائية في الصين، حيث تتميز هذه السيارات بتصميماتها المبتكرة والشاشات الكبيرة والتكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى تقديمها بأسعار تنافسية جذابة.
يتضح أن ميتسوبيشي واجهت صعوبة في التكيف مع هذه التحولات السريعة في سوق السيارات الكهربائية في الصين، وهو ما دفعها في النهاية إلى النظر في انسحابها من السوق. وفي حال تم الانسحاب، ستقوم شركة GAC بتطوير مصنع ميتسوبيشي لإنتاج سياراتها الكهربائية الخاصة في الصين.