في خطوة جديدة تؤكد ريادتها في مجال السيارات الكهربائية، أعلنت شركة مرسيدس-بنز الألمانية في فبراير 2025 عن بدء اختبارات على الطريق لسيارة كهربائية من طراز EQS مزوّدة ببطارية صلبة من نوع ليثيوم-معدن، وذلك بالشراكة مع الشركة الأمريكية Factorial Energy. وتُعد هذه التجربة إنجازًا نوعيًا في صناعة السيارات، حيث تُسجل هذه البطارية مدى قيادة يفوق 1,000 كيلومتر (620 ميل) بشحنة واحدة فقط، ما يمثل تقدمًا كبيرًا على صعيد تكنولوجيا الطاقة والتخزين.
ما هي البطاريات الصلبة وما الذي يميزها؟
البطاريات ذات الحالة الصلبة (Solid-State Batteries) تمثل الجيل القادم من تقنيات البطاريات، حيث تستبدل الإلكتروليت السائل في البطاريات التقليدية بمادة صلبة، ما يمنحها عدة مزايا أهمها:
- كثافة طاقة أعلى: البطارية المستخدمة في سيارة EQS الجديدة توفر كثافة طاقة تصل إلى 391 واط ساعة/كغ، مقارنةً بـ 300 واط ساعة/كغ في بطاريات الليثيوم-أيون الحالية.
- زيادة في مدى القيادة بنسبة تصل إلى 25%.
- تحسين الأمان بفضل تقليل مخاطر الاشتعال أو التسرب الحراري.
- عمر أطول ودورات شحن أكثر دون تدهور في الأداء.
تفاصيل اختبار السيارة ومواصفاتها
أجرت مرسيدس-بنز أول اختبارات الطرق لسيارة EQS المزوّدة بالبطارية الصلبة خلال فبراير 2025، وتُظهر البيانات الأولية أنها قادرة على قطع مسافة تتجاوز 1,000 كيلومتر في شحنة واحدة، وهو رقم لم تصل إليه أي سيارة كهربائية تجارية حتى الآن.
ووفقًا للبيان الرسمي من مرسيدس-بنز، فإن السيارة التجريبية تستفيد من تقنيات تبريد (سلبي) متطورة للبطارية، ما يساعد على تقليل الوزن وتحقيق كفاءة أعلى في الأداء العام للسيارة.
الشراكة مع Factorial Energy
تعاونت مرسيدس-بنز مع شركة Factorial Energy الأمريكية، والتي تُعد من الشركات الرائدة عالميًا في تطوير البطاريات الصلبة. وتهدف هذه الشراكة إلى تسريع انتقال مرسيدس إلى اعتماد البطاريات الصلبة في سياراتها الكهربائية المستقبلية، مع خطط طموحة للإنتاج التجاري بحلول نهاية هذا العقد.
تأثير الإعلان على الصناعة والمنافسين
يمثل هذا الإعلان تحديًا مباشرًا لمنافسين كبار في سوق السيارات الكهربائية مثل تيسلا وبي واي دي ولوسيد موتورز. فبينما تسعى هذه الشركات إلى تحسين مدى القيادة وكفاءة البطاريات، جاءت مرسيدس بهذه القفزة التقنية التي قد تعيد رسم ملامح المنافسة في هذا القطاع.
وقد انعكست هذه الخطوة إيجابيًا على ثقة السوق، حيث ارتفعت أسهم مرسيدس بنسبة ملحوظة عقب الإعلان، مع إشادة واسعة من الخبراء والمحللين في مجالات التكنولوجيا والاستدامة.
مستقبل البطاريات الصلبة في سيارات مرسيدس
على الرغم من أن السيارة المزودة بهذه البطارية لا تزال في مرحلة الاختبار، إلا أن مرسيدس أكدت التزامها بنقل هذه التقنية إلى سياراتها الإنتاجية خلال السنوات القليلة القادمة. ومن المتوقع أن تظهر أولى السيارات التجارية ببطاريات صلبة في النصف الثاني من العقد الجاري، مع التركيز على الفئة الفاخرة أولاً، ثم التوسع إلى باقي الفئات.
بإطلاقها لأول سيارة كهربائية ببطارية صلبة، تضع مرسيدس-بنز نفسها في مقدمة السباق نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة في عالم التنقل الكهربائي. هذه الخطوة ليست فقط تقدمًا تقنيًا، بل هي إعلان عن بداية عصر جديد قد يعيد تعريف معايير أداء السيارات الكهربائية حول العالم.