في خضم التوجه المتزايد بتصنيع وشراء السيارات الكهربائية في السوق العالمي؛ تقف الصين كعثرة طريق أمام الشركات الأمريكية كـ"جنرال موتور" و"فورد" وتؤثر بشكل مباشر في مبيعات الشركات الأمريكية سواءً في السوق الصيني والسوق العالمي بشكل عام، مما يشكل خطراً كبيراً على مستقبل العديد من الشركات الأمريكية التي تستبق الأحداث "المصيرية" بتوقع خروجها من السوق الصيني، وتركيز المنافسة في الأسواق العالمية الأخرى. ففي عام 2021، أفادت CNBC News بأن الصين لم تعد بحاجة للسيارات الأميركية، وذلك بسبب تسارع وتيرة الطلب على السيارات المحلية في الصين. ووفقًا لـ MSN، فإن هذا يعد خبرًا سيئًا لـ “فورد” و “جنرال موتورز”. حيث تعاني جنرال موتورز من تراجع في مبيعاتها في الصين بنسبة 25% في الربع الأول من عام 2023 بعد أن تراجعت بنسبة 20% العام الماضي. ويرى الخبراء أن الشركات الصينية الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية قد تحقق ميزة تنافسية فيما يتعلق بتكنولوجيا البطاريات باهظة الثمن. وفي نفس السياق، أعلنت شركة نيو (NIO) الصينية للسيارات الكهربائية أنها ضاعفت مبيعاتها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ ما أدى إلى زيادة بقيمة أسهمها لتفوق قيمتها السوقية قيمة شركة جنرال موتورز.
وعلى خلاف هذه التنبؤات تسير "تيسلا" في منحنى تصاعدي في الأسواق العالمية وتنافس بشكل جيد في السوق الصيني، مما سيضيّق خيار المنافسة في خطة الشركات الأمريكية في المنافسة المحليّة، ومن الممكن تحديد السبب الرئيسي وهو حرب الأسعار المستمرة من قبل "إيلون ماسك".
وبالطبع لن يكون السوق الأوروبي مناخاً خصبًا ومتاحاً للشركات الأمريكية بسبب الوجود القوي للشركات الصينية منذ فترة طويلة نوعاً ما وبسبب اعتماد العملاء الأوروبيون وثقتهم المستجدة في السيارات الصينية.
وهذه الأحداث جميعها تخلق تخوّفاً واقعيًا لدى الشركات الأمريكية ويظهر هذا التخوّف على العلن كتصريح جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، حيث أجاب الصحفيين في حفل خيري في ديترويت يوم الخميس: "لقد تغيرت السوق تمامًا وسنضطر إلى إعادة التفكير فيما تعنيه علامة فورد التجارية في مكان مثل الصين."
والسؤال هنا؛ هل سيشكّل السوق الصيني عدائية واضحة في منافسة الأسواق العالمية والشركات الكبرى، أم سيقتصر الضرر على السوق الأمريكي فقط؟ وهل من الممكن تشكيل أي تعاون مع الشركات الصينية مستقبلاً؟
COMMON.SEE_ALL