تعرَّف على أول سيارة تعمل بناقل حركة أوتوماتيكي في التاريخ

2 year ago

كانت السيارة التي تعمل بالجير الأوتوماتيكي عبارة عن نقلة نوعية في عالم وتاريخ السيارات، حيث توفر راحة وسهولة في القيادة. ففي الماضي؛ كانت السيارات تحتاج إلى تغيير التروس يدويًا باستخدام عمود التروس والدبرياج، مما يتطلب مهارة وتركيزًا من السائق، كما وكانت عملية القيادة تشكّل عبئاً على السائقين في بعض الظروف. 

 

وبدأت رحلة تطوير ناقل الحركة اليدوي بالعديد من التصاميم والمحاولات المستمرة من شركة "كاديلاك" -الغنية عن التعريف- وكان ذلك في عام 1932، حيث عملت الصانعة الأمريكية تحت إشراف المهندس "ايرل طومسون" على تصميم نهائي يعمل على تطوير ناقل حركة لا يحتاج لتبديل سرعاته يدوياً، وهو ما تم تطويره في غضون عامين من خلال ابتكار ناقل حركة نموذجي ينقل السرعة تلقائياً فور بلوغ أقصى عزم دوران للمحرك، وفي عام 1940 ظهرت أول سيارة تعمل بناقل حركة أوتوماتيكي، وكانت تحمل اسم "Oldsmobile Hydra-Matic". حيث تم تطوير هذه التقنية بواسطة شركة "General Motors"، وكانت تعتمد على ناقل حركة يحتوي على أربع سرعات إلى الأمام يعمل بواسطة الهيدروليك، وتمت إتاحتها بسعر 57 دولار في ذلك الوقت إلى أن ارتفع السعر ليصل إلى 100 دولار في عام 1941 وتم توفيرها في العديد من سيارات "كاديلاك" وبعض السيارات العسكرية في تلك الحقبة. 

 

مزايا الجير الأوتوماتيكي هي أنه يسمح للسائق بالتركيز على القيادة والطريق بدلاً من التركيز على تغيير التروس. فببساطة، يقوم النظام الأوتوماتيكي بتغيير التروس بشكل تلقائي وسلس استنادًا إلى سرعة السيارة واحتياجات القيادة. وبالتالي، يصبح التسارع والتبديل بين التروس أكثر سهولة وسلاسة. كما أنه يساعد في تقليل إجهاد السائق والتعب أثناء القيادة الطويلة. حيث لا يحتاج السائق إلى القلق بشأن تغيير التروس بشكل متكرر، بل يمكنه الاستمتاع بالراحة والاسترخاء أثناء السفر. 

إضافةً إلى ذلك، فإن الجير الأوتوماتيكي يوفر أداءً ممتازًا في المرور والقيادة في الشوارع المزدحمة. فلا حاجة للتبديل المتكرر بين التروس في حالات الانتقال المتكرر بين الوقوف والتحرك. يتيح هذا النظام للسائق الاستفادة من الوقت والجهد الموفرين لتركيزه على السلامة والتنبؤ بحركة المرور. كما أنه يعمل بشكل أفضل في ظروف القيادة المختلفة، مثل الطرق الوعرة أو الطرق الجبلية الانحدارية. يمكن للنظام الأوتوماتيكي التكيف مع المنحدرات والتضاريس المختلفة بسهولة، حيث يقوم بتحديد التروس المناسبة تلقائيًا للحفاظ على ثبات السيارة ومنعها من الانزلاق. 

ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت أنظمة الجير الأوتوماتيكي أكثر تقدمًا وتنوعًا. فهناك العديد من أنواع الجير الأوتوماتيكي مثل الجير المتغير المستمر (CVT) والجير ذو المزامنة الإلكترونية (ETC) والجير المزدوج المباشر (DCT). كل نوع من هذه الأنظمة له مزاياه الخاصة ويوفر تجربة قيادة مختلفة.