انتشر مؤخرًا خبر تُطوير شركة "تسلا" (Tesla) تقنية ستحدث ثورة في مجال تصنيع بطاريات السيارات، كما تم إطلاق اسم "طلاء القطب الجاف" على هذه التقنية، وتطبيقها على بطاريتها الجديدة المسماة "4680".

تحل تقنية "طلاء القطب الجاف"، التي حصلت عليها تسلا من خلال استحواذها عام 2019 على شركة "ماكسويل" (Maxwell) الناشئة في كاليفورنيا، محل التقنية التقليدية المعقدة لتصنيع البطاريات والتي تتضمن طلاء رقائق الإلكترود بطين كيميائي رطب.

ما يميّز هذه التقنية هو أن لديها القدرة على تقليل الحجم والتكلفة واستهلاك الطاقة ووقت دورة الإنتاج لمصانع تصنيع البطاريات بشكل كبير، كما أنها تعزز كثافة الطاقة وقوة خلايا البطارية.

ومن الجدير بالذكر هو أن تسلا استعانت بشركة "نينغبو رونباي نيو إنرجي" الصينية وشركة "سوزهو دونغشان بريسشن مانفاكترنغ" وذلك للمساعدة في خفض تكاليف المواد مع زيادة إنتاج بطارية "4680" في الولايات المتحدة.

تعد البطارية "4680" المصممة من قبل تسلا ضرورية لخطط الإنتاج المستقبلية وقد تكون المحور الرئيسي في حلم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بإنتاج 20 مليون سيارة سنويا في عام 2030.

ومن المتوقع أيضاً أن تلعب البطارية الجديدة دورا رئيسيا في إطلاق عربة "سايبرترك" القوية والمصنَّعة من الفولاذ المقاوم للصدأ في أواخر هذا العام، وهي أول طراز جديد للشركة منذ أكثر من 3 سنوات والتي كان من الممكن أن يتم تخصيص بطارية "4680" النسخة القديمة والمعتمدة على خلايا ليثيوم فوسفات الحديد الأقل تكلفة في تصنيعها، لكن تسلا فضّلت الانتظار حتى تصبح بطاريات "4680" التي تستخدم التقنية الجديدة جاهزة.

وخصوصاً بعدما أعلن ماسك لأول مرة عن بطارية "4680" في "يوم البطارية" في سبتمبر/أيلول 2020. وفي ذلك الحدث، وعد بتخفيض تكلفة البطارية بنسبة 50% من خلال سلسلة من الابتكارات، مما جعل الشركات الكبرى تخوض حربًا تنافسية لإنتاج هذه البطاريات، ومن أبرزها شركة "باناسونيك" (Panasonic) التي تشغل خط إنتاج تجريبي لبطاريات "4680" في مصنع واكاياما باليابان، وتخطط لبدء الإنتاج بكميات كبيرة في وقت لاحق من السنة المالية التي تنتهي في مارس/آذار 2024.

كما أنه في العام الماضي، قالت شركة "إل جي" (LG) إنها تخطط لفتح خط إنتاج جديد لبطاريات "4680" في مصنعها في أوتشانغ بكوريا الجنوبية خلال النصف الثاني من عام 2023.

ويراهن ماسك على أن تسلا ستحصل على الكثير من البطاريات هذا العام، مما يمكنها من استخدام تلك البطاريات لأنظمة تخزين الطاقة التي تبيعها للمرافق والمستهلكين.

ويعود سبب التسمية لبطاريات "4680" دلالةً لأبعادها الخارجية (قطرها 46 مليمترا، وطولها 80 مليمترا).