سيارات فولكس فاجن الكهربائية الصينية... ما هي القصة الكاملة؟

منذ سنتين

 

شكلت سيارات فولكس فاجن الكهربائية التي وصلت السوق الأردنية مؤخرا حالة من الاهتمام الكبير في أوساط السوق، فقد استطاعت هذه السيارات وخلال فترة زمنية قصيرة تحقيق اختراق واضح من ناحية القبول والانتشار، وقد حققت مبيعات قياسية فاقت كل التوقعات، ولكن ما هي قصة هذه الظاهرة الصينية ذات العلامة الألمانية في سوقنا الأردنية؟


  بدأت حكاية سيارات فولكس فاجن الكهربائية الصينية مع طراز اي غولف الذي دخل الاسواق في عام 2021.

 وتلاها مجموعة طرازات أي لافيدا واي بورا واي ثارو المصممة والمنتجة من قبل مصانع مشتركة بين شركة فولكس فاجن العالمية وشركاؤها في الصين مجموعتي سايك وفاو، وهي مجموعات صناعية عملاقة تملكها الحكومة الصينية. واستطاعت هذه السيارات ذات الأسعار المعتدلة والمواصفات الجيدة تحقيق مبيعات معقولة وشكلت بديلا للسيارات الكهربائية المستعملة المستوردة من الولايات المتحدة وكوريا وأوروبا.

لكن الاختراق السوقي الأكبر كان عند وصول طرازات فولكس فاجن أي دي 4 و أي دي 6 واي دي 3 السوق، وإلى حد أقل بعض السيارات الكهربائية الأخرى التي تحمل علامات أميركية أو كورية أو يابانية، والتي استوردها تجار متعددون من الصين، والذين تنبهوا لفرصة تجارية تمثلت بحصولهم على عروض أسعار مخفضة على هذه السيارات المصنعة في الصين في نفس مصانع فولكس فاجن وشركاؤها الصينين "سايك" و"فاو" وهذه الأسعار تعود للدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة الصينية تشجيعا لمبيعات السيارات الكهربائية من جانب، وللتنافس بين المصانع الصينية وعروضها لتجار السيارات في الصين من جانب آخر، هذه السيارات ذات العلامة الألمانية الجذابة ذات التصميم المستقبلي والمواصفات المتطورة والمزودة ببطاريات كبيرة توفر مدى مسير طويل، شكلت حالة سوقية جديدة، وسرعان ما جذبت اليها العديد من الزبائن الباحثين عن سيارة كهربائية من فئة اس يو في المتوسطة العائلية.

 وقد حققت سيارة أي دي 4 تحديدا ارقام مبيعات كبيرة، وبفضل هذا القبول، سرعان ما ازداد الطلب وبالتالي سارع التجار لاستيراد المزيد من الكميات وبالتالي انخفضت الأسعار بشكل ملموس عن ما كانت عليه في بداية وصول هذه السيارات إلى السوق، واستطاعت هذه السيارات ان تحل محل السيارات الجديدة من مختلف العلامات المعروفة في السوق المحلية كالسيارة الأكثر مبيعا في فئتها، وعوضت الانخفاض الكبير في مبيعات السيارات الهجينة (هايبرد) والتي كانت سابقا في مقدمة مبيعات السوق، وعانت بسبب الرفع المتواصل لرسومها الجمركية مما أخرجها فعليا من المنافسة وخلق فراغا سوقيا ملأته السيارات الكهربائية الصينية.

طبعا كون هذه السيارات مستوردة من السوق الصينية فهي لا تتمتع بكفالة الوكلاء المحليين، وفعلا هذا ما صرح به الوكلاء المحليين من خلال منشورات واعلانات رسمية تخلي مسؤوليتهم كممثلين للعلامات التجارية لتلك السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، وعززوا هذا الموقف بكتب ومراسلات رسمية صادرة من الشركات الصانعة تخلي مسؤوليتها عن كفالة هذه السيارات المصنعة والمخصصة للسوق الصيني المحلي حسب قولهم.

ولمعالجة هذا التحدي من قبل التجار المستوردين، فقد تعهد كبار التجار، حسبما أعلنوا عبر صفحاتهم الرسمية، بتقديم كفالات من قبلهم للمشترين، وتوفير الخدمة لمدة تصل إلى سنتين، من خلال تعاقدهم مع مركز صيانة محلية متخصصة وتوفر قطع الغيار وأجهزة الفحص والبرمجيات اللازمة، والتي تم استيرادها من الصين، وقد قام مركز "أوتوهب" وهو ممثل شركة بوش الألمانية بتقديم برنامج كفالة متكامل خاص لهذه السيارات الكهربائية.

وقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من القصص والمنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن مشاكل فنية واعطال طارئة في هذه السيارات الكهربائية وخصوصا فيما يتعلق بشاشاتها وعمليات التحديث للبرمجيات، الأمر الذي استدعى التجار المستوردين على التأكيد في أكثر من مناسبة على توفير الحلول المناسبة لأي مشكلة قد تطرأ على السيارات التي قاموا ببيعها وحتى التعهد باستبدال أي سيارة لا تحل مشكلتها الفنية.

ومن المتوقع أن تستمر هذه السيارات الكهربائية في تحقيق المزيد من الاختراق السوقي وإثارة الجدل مع وصول المزيد من الكميات منها، وتوفر عروض متعددة عليها.